وطنية – استضاف المركز الإسلامي – عائشة بكار، المدير العام للمالية آلان بيفاني، في محاضرة بعنوان “لبنان والتحديات المالية الداخلية والخارجية”، في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بالنائب الدكتور عمار حوري، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بعبد الفتاح خطاب، مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ممثلا برئيس المحاكم الشرعية السنية الدكتور الشيخ محمد عساف، والوزراء السابقين الياس حنا وحسن السبع ووليد الداعوق، النائب السابق محمد الأمين عيتاني، وممثلين عن قيادات امنية وشخصيات سياسية وقضاة وعلماء دين واطباء وجمعيات اهلية وفاعليات اجتماعية وثقافية واعلامية.النفي
بعد تلاوة عطرة من القرآن الكريم للقارىء سعد فريجه، فالنشيد الوطني، ثم تحدث رئيس اللجنة الثقافية في المركز الإسلامي الدكتور محمد النفي، فعرض نبذة موجزة عن المحاضر آلان بيفاني.
عساف
وتحدث رئيس المركز المهندس علي نور الدين عساف، فرحب بالحضور في “المركز الإسلامي الذي كان ولا يزال منارة للعمل الإجتماعي والخيري والثقافي والذي يعمل دائما على تعميم ونشر الخير”، عارضا نشاطات المركز تأثيره في المجتمع وخدماته وتقديماته الاجتماعية “من خلال عياداته الصحية المتخصصة والمتعددة ومختبره ومدارسه المهنية والدينية وتنظيمه محاضرات وندوات واحتفالات، وإستقطاب وتفعيل قدرات الإختصاصيين في شتى المجالات الذين لديهم القدرات والخبرات العميقة”.
واعلن “بهذه المناسبة، نزف لكم خبر وخلال ايام سنحتفل معا بتخريج اول دفعة من (دورة كبيرنا) التي تقام بالتعاون مع المركز الطبي في الجامعة الاميركية لتدريب شاباتنا وشبابنا على رعاية المسنين”. ولفت الى ان “إعادة بناء المجتمع بقناعة المركز الاسلامي لا تقوم فقط بتقديم المساعدات والهبات، بل يجب أن تقوم على تثبيت بنيته الإنسانية والإقتصادية والإجتماعية، بإنشاء مشاريع إنتاجية مستقلة تسمح بإقامة علاقات عمل أكثر عدالة وتساهم في إستقلالية الفرد وتطوره المتكامل مع باقي أفراد المجتمع، مما يؤدي إلى إستقرار اجتماعي ومنه إلى نمو إقتصادي”. ورحب بالان بيفاني “الذي وضع بصمات مضيئة في عالم المال والإقتصاد، ليحدثنا عن موضوع لبنان والتحديات المالية الداخلية والخارجية”.
بيفاني
ثم القى آلان بيفاني محاضرته، فاشار الى الإنتاجية الذي وصل إليها الإقتصاد اللبناني، وقال: “لا بد لنا ان نتوقف الى الانحدار الدائم بهذه الانتاجية التي لا علاقة لها بحركة وقدرة الانتشار اللبناني في العالم التي تبرز يوما بعد يوم. هذه الانتاجية تأتي من جراء كون اللبنانيين اصبحوا من الذين يغالون من النفور من المخاطر لاسباب واضحة، لكثرة المخاطر التي يتعرضون لها في السنوات الماضية، وانحدار الانتاجية مرتبط ايضا بعوامل اساسية، منها التكيف مع الريع ومنها البعد عن الجهد والانتاج، وطبعا النظام تبع العادة”.
اضاف: “هذا الواقع الذي جعل من لبنان بلدا يصدر طاقاته البشرية، جعل منه لفترة معينة من اهم البلاد في العولمة في النظام المعلوم، لان وجود اللبنانيين في جميع انحاء العالم هو من الركائز الاساسية في الانظمة المعلومة، إلا ان هذا الامر ساهم ايضا شيئا فشيئا بالهوة التي تقوم بين لبنان داخل الاراضي اللبنانية وبين الانتشار اللبناني في العالم، وذلك لأن عدم الفهم واستعمال اللغة نفسها بدأ ينمو بين مكونات لبنان الداخلية والخارجية، وعندما ننظر الى هذه الطاقات نقدر قيمتها في الخارج، فلا بد لنا من ان نحاول فهم كيف نعيد سير الدماء بين هذه القوى الانتشارية وبيننا”.
وتابع: “ان المخاطر التي تواجهنا هي من اهم النقاط التي يجب ان ننطلق منها، ومن الضروري جدا توجيه الجهود نظرا للمصاعب التي تظهر امامنا، مثل الحاجة الى خلق العديد من فرص العمل المحلية. المفصل الاول هو عرض التحديات الاساسية التي يواجهها لبنان ونظامه المالي في الوقت الحاضر، المفصل الثاني لماذا النظام اللبناني وهو يبدو هشا بشكل كبير يستطيع رغم ذلك ان يجدد نفسه بشكل دائم، ثم في المرحلة الثالثة نتوقف عند بعض التحديات الخاصة في الامور الضريبية والمالية والمصرفية في البلد، والمرحلة الرابعة هي محاولة لتطوير سيناريو ايجابي يمكن ان يشكل الخروج من المحنة التي عرفها لبنان من سنوات وسنوات، عادة نتكلم عن ازمة ونعني بذلك ازمة مالية او نقدية وليس ذلك بالضرورة”.
ولفت الى ان “الازمة التي نعيشها هي ازمة اقتصادية وازمة فرص عمل وازمة انتاج للقيمة المضافة”. واوضح ان “لبنان له من التحديات ما يفوق قدراته، وهناك التحديات الخارجية والتحديات الداخلية، المؤشرات الاساسية هي العجز المزدوج عجز ميزان المدفوعات وعجز الخزينة العامة وهذا يترجم بتفاقم الدين العام”.
ورأى انه “لكي نصل الى دوامة ايجابية وما يمكن ان يكون سيناريو للخروج من المحنة اللبنانية التي طالت لعقود من الاساسيات اولا. ان نتابع تحسين وضع الحوكمة وان نقوم بدولة ومؤسسة قادرة على تحمل مسؤولياتها في فترات صعبة يواجهها لبنان، ومن هذه المسؤوليات الاساسية ثانيا، هي وقف الهدر والفساد والاصلاح على مستوى الموازنة والمستوى الضريبي الذي يمكن ان يؤمن إعادة التوزيع الاصح داخل المجتمع اللبناني، وهذه هي من الاساسيات ان كنا نريد اعادة الاقتصاد والقطاع المالي على اسس صحيحة”.
واشار الى ان “النقطة الثالثة في برنامج النمو وفي تحفيز هذا النمو وفي فك النقاط التي تخنق النمو امام قطاعات محددة يمكن ان تخلق العديد من فرص العمل وهذا ايضا يتطلب بالاسواق المالية في لبنان”. واكد ان “النظام اللبناني يقوم على التوزيع ومشاركة الجميع، واصبح من الضروري ان ننجز العمل قطاع وراء قطاع، بنى تحتية وراء بنى تحتية وعدم توزيع الاموال على عشرات المشاريع التي لا تنجز”.
واردف: “النقطة الرابعة شبكات الضمان الاجتماعية التي تؤمن للبنان بقاء الطاقات البشرية الضرورية جدا لعملية اعادة النهوض بالاقتصاد، النقطة الاخيرة ان نظامنا المالي والمصرفي يجب ان يستمر في تمكين وضعه وتمكين علاقته مع بقية العالم من المخاطر الكبيرة جدا هو أن نستفيق يوما ما ونرى ان العالم لا يريد بعد ذلك ان يتعاطى معنا، ليس لاننا أسوا من غيرنا، بل ان حجمنا متواضع وخاطرنا اكثر مما هم يريدون ان يتحملوا”.
ثم دار حوار مفتوح، أجاب في خلاله بيفاني على اسئلة الحضور.